فوق أعلى مرتفعات سهل البقاع، تتربع "قلعة بعلبك" المتجذرة في التاريخ، والتي تعتبر من روائع العالم القديم، ومن أكثر الآثار الرومانية عظمة، والتي تعود بتاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة.
أنشأها الفينيقيون في أوائل العام 2000 قبل الميلاد، فبنوا فيها أول هيكل لعبادة إله الشمس، "بعل"، ومن هنا حصلت المدينة على اسمها، واحتلها الإغريق في عام 331 قبل الميلاد، حيث غيروا اسمها إلى "هيليوبوليس" أو "مدينة الشمس"، ومن ثم وقعت بعلبك تحت السيطرة الرومانية في القرن السادس قبل الميلاد.
تتألف القلعة من "الدكة"، "الرواق المقدم"،"البهو المسدس"، "الساحة الكبيرة"، "المذبح والبرج"،"معبد جوبيتر"، "معبد باخوس"، "متحف هياكل بعلبك"،"مسجد إبراهيم"،" القلعة العربيّة".
ينبع نهر البردوني من جبل صنين ليصب في مدينة زحلة، التي ترتفع 950 مترا عن سطح البحر، وتبعد 54 كيلومترا عن العاصمة بيروت، وتبلغ مساحتها 150 هكتارا.. معروفة بطقسها البارد في الشتاء، وبتساقط الثلوج التي تغطي سطوح منازلها المشهورة بقرميدها الأحمر.
وإذا زرت مدينة زحلة المعروفة بعروس البقاع، لا بد أن تحط رحالك في «وادي العرايش» الواقع في الحي الغربي على نهر البردوني، الذي لا ينضب طيلة أيام السنة، وتتوزع على ضفتيه المطاعم التي تقدم اللقمة اللبنانية الأصيلة، فيمضي روادها أجمل الجلسات على صوت خرير المياه وفي جو بارد في عز الحر، لا تقل حرارته عن الـ20 درجة مئوية.
ما إن تطأ قدماك مدخل الوادي حتى تسترعي سمعك موسيقى لبنانية يختلط بعضها ببعض، فهذا المطعم تصدح منه أغاني فيروز ووديع الصافي، وذاك تدندن معه أغاني وردة الجزائرية، وآخر يستقبلك بأغاني نجوى كرم ووائل كافوري، وهما من أبناء زحلة.
كما أعجب أمير الشعراء أحمد شوقي بمدينة زحلة وقرر النزول فيها، وعاد إليها في عام 1927 ومعه «رواية الزمان» التي عرفت بـ«جارة الوادي»، وكان برفقته محمد عبد الوهاب الذي أغرم بمدينة زحلة، ما إن سمع الأديب المصري فكري أباظة يلقي القصيدة، حتى راح يتمتم اللحن، فغناها بعد أن حفظ مطلعها.